البابُ الثالثُ العللُ والزِّحافاتُ الدرسُ السابعُ العللُ
العلّةُ: وهيَ تَـغييرٌ لا يَلْـحَـقُ ثوانِيَ الأسبابِ فقط، بلْ يَلـحَـقُ الأوتادَ والأسبابَ أو كليهما معًا.
ومن خَصائِـصِ العِـلَّـةِ، أنَّـها لا تَدخلُ إلاّ على العَروضِ والضَّـربِ، فلا تدخلُ على الحشوِ،
وإذا دخلت العلّةُ العَروضَ أو الضَّـربَ في أولِ بيتٍ من أبياتِ القَصيدةِ مثلاً لَـزِمَـتْ جميعَ أبـياتِ القصيدةِ الأخرى
(عدا بعضِ الاسثناءاتِ) أي وجَبَ استعمالُها في سائرِ الأبياتِ ويسمّى لزومَ العلّةِ أو مجرى العلّةِ في اللزومِ.
والعلّةُ: قسمان: زيادةٌ، ونقصٌ.
ومعنى الزيادةِ هنا هو أن تأتيَ الزيادةُ على حروفِ الجزءِ مع بقاءِ حروفِها الأصليةِ على حالِها وليس الحالُ كذلك في النقصِ.
عِـــــللُ الزِّيــــــــــــــــــادةِ:
عِللُ الزِّيادةِ ثلاثةٌ وهيَ: الـتَّـرْفـيلُ، والـتَّـذْييلُ، والـتَّـسْـبيغُ، ولا تدخلُ هذهِ العِللُ الثلاثُ إلاّ في الأضْـرُبِ المَجْـزوءةِ
(المَجْـزوءُ: هوَ البيتُ الذي حُذِفَ منهُ جزآنِ من أجزائهِ الثابتةِ لهُ بمقتضى دائرتهِ)، وكلّها لازمةٌ.
الـتَّـــــــــــــــــــــــــــرْفِـيلُ
التَّـرفيلُ: وهوَ زيادةُ سببٍ خَـفيفٍ على ما آخرُهُ وَتَـدٌ مَجْـموعٌ، مثلُ الزيادةِ التي تدخلُ على [(فاعِلُنْ)]! فَتُصبحُ [(فاعِلاتُنْ)]!، والترفيلُ مختصٌّ ببحرينِ وهما الكاملُ والمتداركُ.
وباستطاعتك معرفةُ المزيدِ عن الترفيلِ وعن البحورِ التي يدخلُ عليها من الخارطةِ التوضيحيةِ في أسفل هذا الدرسِ،
بدلًا من الطريقةِ التقليديةِ المستخدمةِ في دروسِ الزِّحافِ من عرضِ الجداولِ وشرحها.
الـتَّـــــــــــــــــــــــــــذْيـيلُ
التَّـذْييلُ: وهوَ زيادةُ حرفٍ واحدٍ ساكنٍ على ما آخرُهُ وَتَـدٌ مَجْـموعٌ، مثلُ الزيادةِ التي تدخلُ على [(فاعِلُنْ)]! فَتُصبحُ [(فاعِلانْ)]!، ويدخلُ التذييلُ على ثلاثةِ أبحرٍ وهي: البسيطُ، والكاملُ، والمتداركُ.
الـتَّـــسْـبـــــــــــــــــــــــــــيغُ:
التَّــسْبـيغُ: وهوَ زيادةُ حرفٍ واحدٍ ساكنٍ على ما آخرُهُ سَببٌ خَفيفٌ، مثلُ الزيادةِ التي تدخلُ على [(فاعِلاتُنْ)]! فَتُصبحُ [(فاعِلاتانْ)]!، ويدخلُ التسبيغُ على بحرٍ واحدٍ فقط، وهو الرَّمَلُ.
ويضيفُ بعضُ العروضيينَ علةً رابعةً هي الخَزْمُ من عللِ الزيادةِ وهو إضافةُ حرفٍ أو حرفينِ إلى أربعة أحرفٍ إذا كانت في أولِ الصدرِ
وتكون حرفًا واحدًا أو حرفينِ لا أكثر إذا كانت في أولِ العَجُزِ،
هذا على أن يكون من الممكنِ إسقاطُها والاستغناءُ عنها بحيثُ إذا حُذِفت بقي معنى البيتِ سليمًا.هذا هو تعريفُ الخزمِ لدى العروضيين،
ولن تأخذ هذه الدورةُ بهذا الرأيِ، لسببينِ: أولهما أن عللَ الزيادةِ تدخلُ على الأضربِ المجزوءةِ فقط وليس على الحشوِ،
فالمفروضُ بداهةً إخراجُ الخزمِ من مجموعةِ العللِ الزائدة المختصة بالأضربِ حسَبَ تعريفها ويبحثونَ للخزمِ مكانًا آخرا يلصقونهُ فيه،
وثانيهما استنكارُ العَروضيينَ الجادّينَ والشعراءِ الكبارِ ذلك ويرون أن الخزمَ ظاهرةٌ غريبةٌ ولعلّها من اختلاقِ الرواةِ فهو زيادةٌ لا مبرِّرَ لها لأنها تأتي كما يقول العَروضيونَ،
حيثُ يصحُّ حذفُها، وهذا وحدهُ، كافٍ ليحملَ الشاعرَ على إسقاطِها، فكيفَ إذا أضيفَ إلى ذلكَ أنها تَخرجُ بالبيتِ عن وزنِهِ المعروفِ ونَغَمِهِ المألوفِ."[]*
• وللدكتور إبراهيم أنيس رأيٌ جميلٌ يفسِّرُ أسبابَ هذه الظاهرةِ فيقول[]*:" وقد بلغَ التنافسُ بين الرواةِ مبلغًا جعل بعضَهم ينتحلونَ الأشعارَ، وينسُبونَ إلى القدماءِ ما لم يقولوهُ.
ولبعضِ النقّادِ المحدَثينَ جولاتٌ موفقةٌ في الكشفِ عن تلكَ الأشعارِ المُنتَحَلةِ، ولهم أدلّتُهم وأساليبُهم في البرهنةِ على ما يقولون.
غيرَ أننا على افتراضِ صحةِ النِسْبةِ في كلِّ تلكَ الآثارِ القديمةِ، لا نظنّها قد خلت من بعضِ التحريفِ والتصحيفِ،
ذلكَ لأنّ الذاكرةَ مهما بلغت من الدقّةِ ومهما ساعدَ الوزنُ الشعريُّ على صحّةِ الروايةِ، لا بدّ أن تَزِلَّ فتجعلَ لفظًا مكان آخرَ،
أو تنسى من القصيدةِ بيتًا أو بيتينِ، .....، ولا نستطيعُ أن نتصوّرَ أن الرواةَ في تلكَ العصورِ كانوا جميعًا ذوي مقدرةٍ واحدةٍ في روايةِ الشعرِ القديمِ وتذكّرهِ،.......
فلما جاء الخليلُ بن أحمدَ وتلاميذُهُ، وحاولوا استنباطَ قواعدِ العروضِ من الأشعارِ القديمةِ ، وجدوا أنفسهم أمامَ أبياتٍ غيرِ موزونةٍ، رُوِيَت متناثرةً في صلبِ القصائدِ المختلفةِ،
ممّا عقّدَ الأمرَ عليهم، وجعلوا يتلمّسونَ لها تلكَ القواعدَ النادرةَ التي وصفوها في علمِ العروضِ بالقبحِ حينًا وبالصُلوحِ حينًا آخرَ، والتي خلعوا عليها ألقابًا،
ووضعوا لها مصطلحاتٍ يجمعها ما يُسمّى في العروضِ بالزِّحافاتِ والعللِ. ( انتهى)
عللُ النقصِ: تنقسمُ عللُ النقصِ إلى لازمةٍ وغيرِ لازمةٍ، ولقد مرَّ بك معنى اللزوم وعدمِ اللزومِ.
فاللازمةُ تسعةٌ، والأجدرُ بالطالبِ أن يستوعبَ الثلاثَ الأولى فقط ويتركَ الباقي:
1- حذفُ السببِ الخفيفِ مثلُ حذفِ [(لُنْ)]! من [(فَعولُنْ)]! فتصير [(فَعُوْ)]!، وتسمّى هذهِ العلةُ بالحذفِ،
وبإمكانكَ معرفةُ المزيد عن ذلك وعن البحورِ التي تدخلُ عليها هذه العلةُ من الخارطةِ التوضيحيةِ في أسفلِ هذا الدرسِ.
2- حذفُ الوتِدِ المجموعِ في نهايةِ التفعيلةِ مثلُ حذفِ [(عِلُن)]! من [(مُتَفاعِلُنْ)]! فتصير [(مُتَفا)]! التي تعادلُ [(فَعِلُنْ)]! المستخدمةَ، وتسمّى هذهِ العلةُ بالحَذَذِ،
وبإمكانكَ معرفةُ المزيدِ عن ذلك وعن البحورِ التي تدخلُ عليها هذه العلةُ من الخارطةِ التوضيحيةِ في أسفلِ هذا الدرسِ.
3- حذف متحرّكٍ من الوتِدِ المجموعِ، مثلُ حذفِ اللامِ أو العينِ من [(فاعِلُنْ)]! فتصيرُ [(فاعِلْ)]! وتُنقلُ إلى [(فَعْلُنْ)]! المستعملةِ، وتسمّى هذهِ العلةُ بالقطعِ،
وبإمكانكَ معرفةُ المزيد عن ذلك وعن البحورِ التي تدخلُ عليها هذه العلةُ من الخارطةِ التوضيحيةِ في أسفلِ هذا الدرسِ.
والعللُ الستُّ الباقيةُ هي: القَـطْفُ، القَـصْرُ، الـصَّـلْمُ، الـكَـسْـفُ، الوَقْـفُ، والبَـتْـر،
وبإمكانكَ معرفةُ المزيدِ عن ذلك وعن البحورِ التي تدخلُ عليها هذه العللُ من الخارطةِ التوضيحيةِ في أسفلِ هذا الدرسِ.
عللُ النقصِ غيرُ اللازمةِ:
هناكَ بعضُ عِـللِ النقصِ التي يُمكنُ اعتبارُها مثلُ الزِّحافِ، فإذا دخلت على جزءٍ من البيتِ الشعري، لم يجِبِ التزامُها جميعَ أبياتِ القصيدةِ،
وبذلكَ خالَفَت حُكمَ العِلَّةِ اللازمةِ في أمرينِ:
1- عَدَمُ لزومِها جميعَ أبياتِ القصيدة.
2- تدخلُ على الحشو، والأضْرُبِ، والأعاريضِ، بينما العِلَّةُ اللازمةُ لاتكونُ إلاّ في الأضْرُبِ والأعاريضِ.
وتسمى العللَ التي تجري مجرى الزِّحافِ في عدمِ اللزومِ
وهي اثنتانُ:
1- الـتَّـشْـعيثُ: وهوَ حذفُ أوَّلِ الوَتَدِ المجموعِ أو ثانيهِ ( الوَتَـدُ المجموعُ : ثلاثةُ أحرفٍ آخرُها ساكن كما تعلم) على خلافٍ بينَ أربابِ هذا العِـلم،
وكمثالٍ على ذلكَ، دخولُ التَّـشعيثِ على [(فَـاعِـلاتُـنْ)]! يؤولُ إلى [(فَـالاتُـنْ)]! أو [(فَـاعَـاتُـنْ)]! فتُـنقَلُ إلى [(مَـفْـعُـولُـنْ)]!.
ويدخل التشعيثُ [(فاعلاتُن)]! في بحرَي الخفيف والمجتَث فتصبح [(مفْعُولُنْ)]!، وكذلك [(فاعِلُن)]! في بحر المتدارِك فتصيرُ [(فَعْلُنْ)]!.
وهو نادر في الأبحر الثلاثة، أما الخفيف والمجتث فلا يكون إلاّ بضربهما. وأمّا المتدارِك فيكون بحشوهِ كما يكون بعروضهِ وضربهِ.
2- الحَـذفُ: وهوَ إسقاطُ سبَبٍ خَفيفٍ مِن [(فَـعُـولُـنْ)]! فتصيرُ [(فَـعُـوْ)]! وتُنقَلُ إلى [(فَـعَـلْ)]! وذلكَ في العَـروضِ الأولى من بحرِ المُـتَقارَبِ،
وعلمنا أنّ الحَذْفَ علَّـةٌ لازِمةٌ لكنّ دخولها هنا غيرُ لازمةٍ، فَتوجدُ العَروضُ مَحذوفة في بـيتٍ من القَصيدةِ، وسالمةً من الحذفِ من بـيتٍ آخرَ.
إنَّ وزنَ [(فَـعُـو)]! هوَ نفسُ وزنِ [(فَـعَـلْ)]!، ولكنَّ العَروضِـيِّـينَ يستعملونَ [(فَـعَـلْ)]! لأنَّـها قريبةٌ من الأوزان المألوفة.
، وبإمكانكَ معرفةُ المزيدِ عن ذلك وعن البحورِ التي تدخلُ عليها هذه العلةُ من الخارطةِ التوضيحيةِ في أسفل هذا الدرسِ.
ولقد أضاف الفراهيدي (كما نُقِلَ عنه) علةً أخرى غيرَ لازمةٍ وهي الخرمُ، ومعناها حذفُ حرفٍ من بدايةِ البيتِ الذي يبدأ بوتدٍ مجموعِ مثلُ حذفِ الفاءِ من [(فَعُولُنْ)]! في البحرِ الطويلِ،
وفي مَعرَضِ قبولِ أو رفضِ علّة الخرمِ، أنقل ما جاءَ في بعضِ المصادرِ ما قيل عنها:
1- يذكر الدكتور إبراهيم أنيس في كتابهِ المشهورِ (موسيقى الشعرِ ص296):
"ومن بين تلك العللِ ما يكون في رأيِ أهل العروضِ بسقوطِ حرفِ في أولِ الشطرِ: ويُسمُّونَ هذه الظاهرةَ بأسماءٍ عدّةَ ويضعُونَ لها مصطلحاتٍ متنوعةٍ لا تخلو من الصَنعَةِ والتكلّفِ...."
2- يذكرُ الإمامُ السكّاكي (المتوفى سنةَ 626 هـ) في كتابهِ مفتاحُ العلومِ ص562 ما يلي:
" ولما تسمع من وقوعِ الخرمِ والخزمِ في الأشعارِ يلزمك في بابِ التقطيعِ متى أخذتَ فيهِ، إذا لم يستقم لك على الأوزانِ التي وعيتها،
إن تعتبره بالنقصانِ الخزميِّ في الصدرِ وفي الابتداءِ تارةً، وبالزيادةِ الخزميّةِ أخرى. والخزمُ يكون بحرفٍ واحدٍ فصاعدًا إلى أربعةٍ بحكمِ الاستقراءِ،
فإن استقام فذاك، وإلّا فإما أن لا يكون شعرًا أصلًا، أو يكون وزنًا خارجًا عن الاستقراءِ."
إذن يعتقد السكاكي أن الخرمَ والخزمَ يُستعملان لمعرفة وزن البيتِ الشعري عندما لا يأتي على وزن البحورِ التي يعِيها ويُجيدُها الشاعرُ،
أي استعمالُ هاتين العلّتين لفحصِ البيتِ الشعريِّ عند عدم استقامته فيبدأ الشاعر بالتجريبِ والاستقراء،
ولقد أغفلت كتبُ العروضِ ملاحظةَ السكّاكي هذهِ والتي تُغني عن كثيرٍ من الاستنتاجاتِ الخاطئةِ،
ولقد أفادتني نباهةُ السكّاكي هذه في آلياتِ البحثِ المعمّقِ الحاسوبيةِ في جزءِ الكشفِ عن البيتِ الشعريّ الذي يقوم به البرنامج.
3- لقد استخدمتُ الحاسوبَ لمعرفةِ حالاتِ التباسِ البحورِ وتماثلها في الوزنِ في حالاتِ دخول الخرمِ عليها وهي بالمئاتِ فوجدتُ:
التباسَ الضربِ الثاني للوافرِ بالضربِ الثامنِ للكاملِ وبالضربِ الثالثِ من الرَجَزِ (مُفْتَعِلُنْ مَفاعِلُنْ)
وكذلك التباسَ الضربِ الأولِ للوافرِ بالضربِ الأولِ من الخفيفِ (فاعِلُنْ مَفاعِيْلُ مَفاعِيْلُنْ)
والتباسَ الضربِ الثاني من الوافرِ بالضربِ الأولِ من الهزجِ (فاعِيْلُ مَفاعِلُنْ)
وأظهر الحاسوبُ التباساتِ الطويلِ بالكاملِ والمضارعِ بالرجزِ، والقصدُ من هذه التجاربِ هو تقديرُ تأثيرِ الخرمِ على البناءِ الوزنيِّ للبحورِ الشعريةِ واختلاطِها ناهيكَ عن فقدانِ إيقاعِ الشعرِ وموسيقاه.
وسأعرضُ ذلك بالتفصيلِ في درس المتشابهاتِ من البحورِ.
مَــا أجريَ من الـزِّحافِ مجرى العِـلَّـةِ في اللزوم
عَـلِمنا من موضوعِ الـزِّحافِ بأنَّـهُ إذا دخلَ الـتَّـفعيلةَ في بيتٍ من أبياتِ القَـصِـيدةِ
(سواءاً كان حَـشْـواً، أو عَروضـاً، أو ضَـرْبـاً)، لا يُلزِمُ بقِـيَّةَ أبياتِ القَصيدةِ، فقد يوجَدُ في بيتٍ وقد لا يوجَد، إذْ لا ضَـيْـرَ في ذلك، ولكن هناك حالاتٌ أخرى يكونُ فيها الـزِّحافُ مُـلْـزَماً وهيَ:
1- خبنُ الخامسِ (الـقَـبْـضُ) في عَـروضِ الـطَّـويل
إنَّ وزنَ بحرِ الـطَّـويلِ المستعمَلَ هوَ فَـعُـولُـنْ مَفَاعِيْلُنْ فَعُـولُنْ مَـفَاعِـلُنْ فَعُولُـنْ مَـفَاعـِيْـلُنْ فَعُـولُنْ مَـفَـاعِيْـلُنْ
تُلاحظُ أنَّ العَروضَ [(مَـفَاعِـلُنْ)]!، والتي أصلُها [(مَـفَاعِـيْـلُنْ)]! حَـسَـبَ الدائرةِ العَروضِـيَّـةِ، قد دخلَ خبنُ الخامسِ (القَـبْـضُ) عليها فأصبحت [(مَـفَاعِـلُنْ)]!،
وخبنُ الخامسِ زِحافٌ مُـفردٌ غيرُ مُـلْـزَم، ولكنَّ دخولَهُ هنا لازِمٌ، بمعنى أنَّ جميعَ أعاريضِ القَصيدةِ يجبُ أن تكونَ مَخبونةَ الخامسِ، عدا في حالةِ التَّـصْـريعِ مع الضَّـرْبِ.
2-خبنُ الثاني (الخبنُ) في العروضِ الأولى والضربِ الأولِ من البسيطِ، فالعروضُ والتي أصلها [(فاعِلُنْ)]! حَـسَـبَ الدائرةِ العَروضِـيَّـةِ، قد دخلَ خبنُ الثاني [(الخبنُ)]! عليها فأصبحت [(فَعِلُنْ)]!،
وخبنُ الثاني زِحافٌ مُـفردٌ غيرُ مُـلْـزَم، ولكنَّ دخولَهُ هنا لازِمٌ، بمعنى أنَّ جميعَ أعاريضِ القَصيدةِ يجبُ أن تكونَ مَخبونةَ الثاني.
3- خبنُ الرابعِ (الطّيُّ) في ضربِ المنسرحِ الأولِ:
إنَّ وزن بحر المنسرح – الضرب الأول هو: [مُستفعِلنْ مفعولاتُ مستفعلنْ مُستفعِلنْ مفعُولاتُ مُفـتَعِـلُنْ]!
تلاحظ أن الضربَ [(مُـفْتَـعِـلُـنْ)]! والتي أصلها [(مسْتَـفْعِلُنْ)]! حَـسَـبَ الدائرةِ العَروضِـيَّـةِ، قد دخلَ خبنُ الرابعِ (الطيُّ) عليها فأصبحت [(مُفْتَعِلُنْ)]!،
وخبنُ الرابعِ زِحافٌ مُـفردٌ غيرُ مُـلْـزَم، ولكنَّ دخولَهُ هنا لازِمٌ، بمعنى أنَّ جميعَ أضرب القَصيدةِ يجبُ أن تكونَ مَخبونةَ الرابعِ.
4- إضمارُ الخامسِ في مُفاعَلَتُنْ من مجزوءِ الوافر (الضربُ الثالثُ) حيث تُصبحُ [(مَفاعِيْلُنْ)]!: [مُفاعَلَتُنْ مُفاعَلَتُنْ مُفاعَلَتُنْ مَفاعِيْـلُنْ]!
5- هناك حالاتٌ أخرى يكون الزِّحافُ مصحوبًأ بإحدى العللِ، وبإمكانك فحصها في الخارطةِ التوضيحيةِ أسفل الدرسِ.
الفوارقُ بين الزِّحافِ والعلّةِ:
1-تختصُّ الزّحافاتُ بالأسبابِ بينما تدخلُ العلةُ الأسبابَ والأوتادَ.
2-تدخلُ الزِّحافاتُ الحشوَ والأعاريضَ والأضربَ، بينما لا تدخلُ العلّةُ الحشوَ بلِ الأعاريضَ والأضربَ فقط.
3- إذا دخلَت الزّحافاتُ التفاعيلَ فهي لا تَلزَمُ إلّا أحيانًا، والعللُ تَلزَمُ في أغلبِ الأحيان.