البابُ الرابعُ – أوزانُ البحورِ الشعريّةِ الدرسُ السابعُ – البحرُ الهَزَجُ
إنّ شيوعَ هذا البحرِ قليلٌ جدًا، وقد ظلّت نسبةُ شيوعِ الهَزَجِ في أشعارِ العباسيّينَ ضئيلةً لا تكادُ تجاوزُ 1% من مجموعِ الأشعارِ. []*
وأجزاءُ الهَزَجِ سُداسيّةٌ حسَبَ دائرتهِ (نظريًّا وغيرَ مُستعمَلٍ):
[مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ]!
والمستعملُ منه مجزوءٌ وجوبًا: [مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ]!
ولهُ عروضٌ واحدةٌ مجزوءةٌ صحيحةٌ [(مَفاعِيْلُنْ)]! ولها ضربانِ:
الأولُ مثلُها مجزوءٌ صحيحٌ [(مَفاعِيْلُنْ)]! ووزنُ البيتِ: [مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ]!
كقولِ ابنِ المُعتزِّ: لِوَجهِ الموتِ ألوانُ لهُ في الريحُ أغصانُ
والضربُ الثاني مجزوءٌ محذوفٌ[]* ( أي حذفُ السببِ الخفيفِ من آخر التفعيلةِ) فيصيرُ [(فَعُولُن)]!، ووزنُ البيتِ:
[مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ مَفاعِيْلُنْ فَعُولُن]!
كقولِ أحدِهم*[]: غزالٌ ليسً لي منهُ سوى الحُزنِ الطويلِ
الزِّحافاتُ في العروضِ والضربِينِ والحشوِ:
اختلف العروضيّونَ في دخولِ الزِّحافاتِ على العروضِ، فمنهم من قالَ بجوازِ خبنِ خامسِها (القبض) فتصيرُ [(مَفاعِلُن)]! ومنهم من منع ذلك[]*.
وأجازوا خبنَ السابعِ (الكفّ) فتصبحُ [( مَفاعِيْلُ)]!، أمّا الضربانِ فيبقَيان على حالهِما.
يدخل في الحشوِ خبنُ الخامسِ بكرهٍ [(مَفاعِلُنْ)]! وخبنُ السابعِ بحسنٍ [(مَفاعِيْلُ)]!.
وحكى الأخفشُ أن للهزَجِ ضربًا ثالثًا مقصورًا [(فاعِلانْ)]![]*