البابُ الأولُ اللفظُ والكتابةُ العروضيّةُ
الدَّرسُ الثّـاني
ما هي الكتابةُ العَـروضيّةُ؟
قبلَ أن نفَـصِّلَ معنى الكتابةِ العَرُوضِيَّةِ (أو الخطّ العروضيِّ) دعنا نسألُ أنفُسَنا: هل يَلفِظُ الناطِقُ بالعربيةِ كلَّ حرفٍ مكتوبٍ؟
فلو قرأنا هذه الجملةَ حضَرَ الخالُ.......... فماذا سنسمعُ؟ والجوابُ سنسمعُ: [حضرَ لْـخالُ..]@
فلم نقرأ ألفَ ([ألْ]@) التعريفِ (أي همزةِ الوصل) من كلمةِ (الخالُ)
وقفزَنا في نُطقِها من الفتحةِ على الرّاءِ الموجودةِ في آخرِ كلمةِ حضرَ إلى اللّامِ الساكنةِ من كلمةِ (الـخالُ)،
ولو تنصِتُ لكلامِ النَّاسِ لعلمتَ أنك تسمعُ غيرَ ما يُكتبُ إملاءً، فالنّـاطِقُ بالعربيةِ وبالسليقةِ يلفظُ الكلماتِ على غيرِ رسمِها الإملائيّ,
وقد لا ينتبهُ بعضُنا لمثلِ هذا الِاختلافِ، وتكون كتابةُ ما نسمَعُ من لفظٍ هي الكتابةُ العروضيَّةُ وستجدُ شرحَ ذلكَ في المحاضراتِ اللّاحقةِ.
إذن هناكَ نوعان من الكتابةِ، الأولى هي الكتابةُ المعروفةُ والتي نستعملها في شئوننا العامّةِ والثانيةُ هي كتابةُ ما يلفظُ فقط،
ويستعملُها العروضيُّ أو الشّاعرُ في معرفةِ قواعدِ العَروضِ. ولا تتعجّبْ إذا قلتُ لكَ أنَّ تعلُّمَ الكتابةِ العروضيّةِ هي نصفُ قواعدِ علمِ العروض،
فمن أجادها استمرَّ في التعلُّم بسلاسةٍ وسهولةٍ .
كيف نحدِّدُ هذا الِاختلافَ بين اللفظِ والإملاءِ وهل من قواعدَ لحصرِ وفهمِ هذا التباينِ؟ نعم توجدُ مثلُ هذه القواعِدِ وتجدُ شرحَها بَدءًا من الدرسِ الرابعِ.
ولكن علينا فهمُ بعضِ القواعدِ الإملائيّةِ قبل الدخولِ في عالمِ الكتابةِ العروضيّة.