البابُ الرابعُ - أوزانُ البحورِ الشعرية الدرسُ الرابع عشرَ – البحرُ المٌقتَضَبُ
لقد أنكرَ الأخفشُ هذا البحرَ، وأكّدَ عدمَ ورودِهِ عن العربِ،كما مرّ شرحُهُ في الدرسِ الثاني عشرَ.
وزنُ البحرِ المُقتضَبِ كما جاء في دائرتِهِ (نظريًا وغيرَ مستعمَلٍ) هو:
[مفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ]!
ولا يُستعمَلُ إلا مجزوءًا: [مفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ]!
لِبحرِ المقتضَبِ عروضٌ واحدةٌ مجزوءةٌ مخبونةُ الرابعِ (مطويّةٌ) وجوبًا [(مُفْتَعِلُنْ)]! ولها ضربٌ واحدٌ مثلُها،
ولكنْ لا تأتي [(مفْعولاتُ)]! سالمةً بل يجبُ خبنُ ثانيها أو رابعِها ( راجعِ المراقبةَ)،
وفي الواقعِ الشعريِّ (رُغمَ الشكوكِ بوجودِ هذا البحرِ أصلًا) يكون وزنُ البحرِ كالتالي:
[فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) مُفْـتَعِلُنْ فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) مُفْـتَعِلُنْ]!
كقولِ أبي نُواس:
تَعجَبينَ من سَقَمِـــــي صِحَّتي هِيَ العَجبُ
الزِّحافاتُ في العروضِ والضربِ والحشوِ :
لزومُ خبنِ رابعِ العروضِ والضربِ [(مُفْتَعِلُنْ)]! دومًا ولا يتغيّرانِ، (راجع الزِّحاف الذي يجري مجرى العلّةِ في اللزومِ في البابِ الثالثِ).
أما زِحافاتُ الحشوِ [(مَفْعولاتُ)]! فكما مرّ سابقًا، وجوبُ خبنِ الثاني [(فَعولاتُ)]! أو الرابعِ [(فاعِلاتُ)]!.
شواذُ العروضِ والضربِ والحشوِ:
جوّزَ بعضُ العروضيينّ أن تكونَ العروضُ صحيحةً [(مُسْتَـفْـعِـلُنْ)]!، ولها ضربٌ مثلها.[]*
[فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) مُسْتَفْعِلُنْ فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) مُسْتَفْعِلُنْ]!
ومنَ الشذوذِ أن تأتيَ [(مفْعولاتُ)]! في الحشوِ من دون خبنِ ثانيها أو رابعِها.[]*
[مفْعُولاتُ مُفْـتَعِلُنْ مفْعُولاتُ مُفْـتَعِلُنْ]!
وجوّزوا ضربًا مقطوعًا (مَفْعُولُنْ) : [فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) مُفْـتَعِلُنْ فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) مَفْعُولُنْ]! []*
كما أضافوا عروضًا ثانيةً مقطوعةً [(مَفْعُولُنْ)]! ولها ضربٌ مقطوعٌ مثلُها.
[فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) مَفْعُولُنْ فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) مَفْعُولُنْ]!
وَرُوِيَت أبياتٌ على وزنِ : [فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) فَعْ فَعُولاتُ (أو فاعِلاتُ) فَعْ]!
وكلُّ ذلك من كريهِ الوزنِ وقبيحِه، فانتبه.