البابُ الأولُ اللفظُ والكتابةُ العَروضيّـةُ
الدّرسُ الثالثُ:
بعضُ القواعدِ اللفظيّـةِ المهمّـةِ
التَّـفريقُ بين الألفِ الليّنةِ والهمزةِ:
يعتقدُ الكثيرُ من الطُّـلاّبِ سهوًا أو خطأ ً أنَّ عددَ الحروفِ العربيةِ ثمانيةٌ وعشرونَ حرفًا،
والحقيقةُ أنّها تسعةٌ وعشرون[]*، إذ يخلطونَ بين حرفي الألفِ والهمزةِ ويعتبرونهما حرفًا واحدًا،
لكنَّ الهمزةَ غيرُ الألفِ، فالهمزةُ حرفٌ يقبلُ الحركاتِ جَميعها،
كالهمزةِ المفتوحةِ في كلمةِ (أراد) والمكسورةِ في كلمةِ (إرادة) والمضمومةِ في كلمةِ (أُريدُ) ،
وتُـكتبُ على أشكالٍ شتّى (حسَبَ قواعدَ خاصةٍ)، فمرةً تُرسمُ فوقَ الألفِ ( أ ) ومرةً تحتها ( إ ) ومرةً على حرفِ الواو ( ؤ ) ،
ومرةً على نَـبـْرةٍ ( ـئـ ) وأخرى على ياءٍ غيرِ منقوطةٍ (ألفٌ مقصورةٌ)( ئ ) وأخيرًا قائمةً بنفسها ( ء ) أي على السّطرِ،
والهمزةُ تقعُ في بدايةِ الكلمةِ مثلُ أخذَ، وفي وسطِ الكلمةِ مثلُ سألَ، وفي نهايةِ الكلمةِ مثلُ بدأ،
ومهما تعدَّدت أشكالُ رسمِها، تبقى حرفًا مخصوصًا يختلفُ عن حرفِ الألفِ اللّيّنة، ولذلك يجب عدُّها وحسابُها كحرفٍ مستقلٍّ،
أما الألفُ اللّـيّنةُ والتي هي امتدادٌ صوتيٌّ ينشأ عن إشباعِ الفتحةِ فوقَ الحرفِ الذي قبلها،
مثلُ ألفِ قال، أو ألفِ رمى، وتسمى الألفُ بالليّنةِ تمييزًا لها عن الألفِ المهموزةِ أو اليابسة.
كما أنَّ الألفَ الليّنةَ (أو الألفَ الأصليّةَ كما تسمّى أحيانًا) لا تقبلُ ايَّةَ حركةٍ[]*،
فهي حرفٌ ساكنٌ وإنّ الحرفَ الذي قبلها مفتوحٌ دومًا، لاحظ ذلك في حركةِ القافِ من كلمةِ قَال أو حركةِ الميمِ من كلمةِ رمَى.
تقع الألفُ الليّنةُ في وسطِ الكلمةِ أو في آخرها ولا تبدأ الكلمةُ العربيةُ بحرف الألفِ الّليّنةِ أبدًا فانتبه.
التّفريقُ بين همزةِ الوصلِ وهمزةِ القَطْع:
الهمزةُ نوعان: همزةُ وصلٍ وهمزةُ قَطْعٍ
تلفظُ همزةُ الوصلِ في بدايةِ الكلامِ فقط مثل: اجتهد سميرٌ، فألفُ اجتهدَ هنا هي همزةُ وصلٍ ولكنها تلفظُ لأنها في بدايةِ الكلامِ،
أما إذا جاءت في وسطِ (دَرْج) الكلامِ فلا تلفظُ أبدًا مثلُ سميرٌ اجتهدَ،
ولاحظ أن اللفظَ انتقلَ من الكسرةِ على نونِ التَّـنوينِ لكلمةِ سميرٌ (سميرُنِ) إلى الجيمِ الساكنةِ (جْتَهَدَ)،
ولأنها توصلُ الحرفَ المتحرّكَ بالحرفِ الساكنِ سُميت بهمزةِ الوصلِ.
وتُرسم عادةً ألفًا من دونِ همزةٍ (مع أن اسمَها همزةُ وصلٍ) وقد يرسمُ عليها حرفٌ يشبه حرفَ الصّادِ الصَّـغيرِ (ٱ)،
كما أنّ ألفَ التعريفِ هي همزةُ وصلٍ تلفظُ في بدايةِ الكلامِ وتهملُ لفظًا في سياقِ الكلامِ كما ستجد شرحَ ذلك لاحقًا.
أما همزةُ القطعِ فتظهر في النُّطقِ دائمًا، سواءٌ أجاءت في بدايةِ الكلامِ مثلُ:
أقبلَ النّاجحُ مسرورًا أم في وسطِ الكلامِ مثل: الناجحُ أقبل مسرورًا .
ملاحظةٌ حول ألفِ لامِ التَّـعريفِ:
تتألفُ ألفُ لامِ التّعريفِ أو ([ألـْ]@) التّعريفِ من حرفين، الأولُ هو ألفُ التّعريفِ وهو همزةُ وصلٍ قد ترسمُ على الألفِ كصادٍ صغيرةٍ كما مرّ سابقًا
وحرفُ اللّامِ ويُسمّى لامَ التّعريف، وتكونُ لامُ التّعريفِ ساكنةً دائمًا بشرطِ أن يليَها حرفٌ قمريٌّ.
[ا]@ [لـْ]@
ألفُ التّعريف لامُ التّعريف.
ومجموعُهما يُسمّى ألفُ لامِ التّعريفِ أو ([ألـْ]@) التعريفِ، وقد يردُ مصطلحا " ([ألـْ]@) التّعريفِ " وألفُ لامِ التّعريف بالمعنى نفسِهِ.