البابُ الأوَّلُ:
اللفظُ والكتابةُ العَروضيّـةُ
الدّرسُ الأوّلُ
ماهو الشِّعرُ وما هو العَروضُ؟
لقد عرّفَ الأدباءُ العربُ القدماءُ الشِّعرَ بأنهُ كلامٌ موزونٌ مقفّى،
وأضافوا شروطَ التخييلِ والعاطفةِ والقصدِ وبلاغةِ المعنى واختيارِ الألفاظِ وأن لا تكون عاميّةً، وغيرَها إلى معنى الشِّعر.
والعروضُ علمٌ يُعرفُ به صحيحُ أوزانِ الشّعرِ أي النظمِ من فاسدِها (أي فاسدِ الأوزان) وما يعتريها من الزِّحافاتِ والعِـلل.
ماذا يعني هذا التّعريف ؟
إنَّ الشِّعرَ كلام ٌ أي لفظٌ مكتوبٌ أو مسموعٌ، موزونٌ أي له مقياسٌ اعتادتِ العربُ على استعمالهِ ،
ذو خصائصَ وقواعدَ يميّزُ بها عن كلامِ النَّـثرِ، وهذه القواعدُ تدخلُ في بابِ علم العَروضِ،
التي باستخدامها نستطيعُ التفريقَ بين الشِّعرِ والنَّـثرِ.
ولقد سمَّـوْا هذه المقايسةَ بالعَروضِ لأن الكلامَ يُعرَضُ على هذه القواعدِ فيُعرفُ بأنه شعرٌ أم لا.
أما كلمةُ المقفّى فسيأتي شرحُها لاحقًا.
كما أشاروا إلى علاقةِ الشّعرِ بالإيقاعِ والموسيقى[]*، وستشرحُ دروسُ الدّورةِ هذا الأمرَ لاحقًا أيضًا.
وليس القصدُ هنا أن نستفيضَ شرحًا في ما أبانه أهلُ الشّعرِ والعروضِ عن معاني الشِّعر ،
حيث يستطيعُ الطّالبُ الرجوعَ للكتبِ، قديمِها وحديثِها، إذا رغبَ في الاستزادة.