سَنَهْجُرُ حُبَّ مَنْ جَارُوا عَلَيْنَا وَنَهْجُرُ كُلَّ مَا قَالُوا وَنَزْرِي
وَنَسْعَى لِلكَرِيمِ إذَا ابْتُلِينَا هُوَ الرَحْمَنُ كَاشِفُ كُلِّ ضُرِّ
وَيَا لَيْتَ الإخَاءَ يَدُومُ يَوْمَا وَيَصْفُو عَهْدُهُ كَصَفَاءِ نَهْرِ
وَلَكِنَّ المَنَافِعَ تَعْتَلِيهِ فَتُلْقِي صَفْوَهُ فِي قَعْرِ بِئرِ
أَتَذْكُرُ يَوْمَ مَا كُنَّا سَوِيّاً نَلُوذُ بِبَعْضِنَا مِنْ كُلِّ شَرِّ
أَتَذْكُرُ وَقْفَتِي يَوْمَ اتِّهَامِي لِأَدْفَعَ عَنْكَ أهْوَالاً بِصَدْرِي
وَمَا كَانَ التَأَفُّفُ قَطُّ شَأنِي وَمَا تِلْكَ الطِبَاعُ طِبَاعُ حُرِّ
وَلَمَّا صِرْتَ سُلْطَاناً عَلَينَا وَصِرْتَ عَلَيَّ ذَا نَهْيٍ وَأَمْرِ
عَجِلْتَ إِلَى التَّضَجُّرِ مِنْ وُجُودِي وَقَابَلْتَ الوَفَا بِعُبُوسِ هِرِّ
وَأَبْدَيتَ الجَفَا مِنْ كُلِّ صَوْبٍ وَصَوَّبْتَ الظُنُونَ لِتَنْسَ قَدْرِي
وَقَرَّبْتَ الوُشَاةَ لِكَي تَنَالُوا نَصِيبَكُمُ الدَنِي مِنْ صَحْنِ غِمْرِ
وَمَاذَا ضَرَّكُمْ لَو كُنْتُ بَدْراً وَكُنْتُمْ أَنْجُماً بِسَمَاءِ بَدْرِي
أَلَيْسَ اللهُ يُعْطِي مَنْ يَشَاءُ وَيَحْرِمُ مَا يَشَاءُ بِغَيرِ عُذْرِ
قَدِ انْكَشَفَتْ ضَغَائِنُكُمْ عِيَاناً وَعَيْنُ العَقْلِ تَوْدِيعُ المُضِرِّ
أَبَيتُمْ بَدْرَنَا وَالبَدْرُ يُزْرِي بِنُورِ نُجُومِكُمْ وَبِكُلِّ دُرِّي
أُوَدِّعُكُمْ بِلَا أَسَفٍ عَلَيكُمْ وَلَا جَوْرٍ وَلَا بُغْضٍ وكُفْرِ
وَدَاعاً يَمْلَأُ الدُنيَا صَدَاهَا وَدَاعاً صَاغَهَا عَجَبِي وَفَخْرِي
وَبَدْرِي سَاطِعٌ وَالكُلُّ يَدْرِي وَنَجْمُكَ آفِلٌ لَو كُنتَ تَدرِي
سَمَا بَدْرِي لِهَجْرِي غَيْرَ شَأْنِي وَتَرْكِي كُلَّ أَمْرٍ لَيسَ أَمْرِي
عَلَا قَدْرِي بِإِعْلائِي لِقَدْرِي وَكُلُّ نَقِيصَةٍ مِفْتَاحُ ذُعْرِي
وَأَبْعَثُ جُمْلَةً لِخِتَامِ وُدِّي إِلَيكُمْ صُغْتُهَا بِبَلِيغِ شِعْرِي:
أَلَا لَيْتَ اللِئَامَ لَنَا عَبِيدٌ فَنُمْعِنُ فِي العَذَابِ بِكُلِّ وِزْرِ
وَلَكِنْ جَارَتِ الدُنْيَا عَلَينَا وَأَعْطَتْ شَطْرَهَا الحَالِي لِثَوْرِ
هِيَ الدُنْيَا وَمَا فِيهَا دَنِيٌّ سِوَى التَقْوَى وَصُحْبَةِ أَهْلِ بِرِّ
إِلَى اللهِ المَرَدُّ لَنَا جَمِيعاً ظَلَامُ اللَيلِ مَعْقُوبٌ بِفَجْرِ
وَخَتمُ النَظمِ صَلَّى اللهُ دَومًا عَلَى لَيْثِ الوَغَى فِي يَوْمِ بَدْرِ
شَفِيعُ الكَوْنِ لَا أَحَدٌ سِوَاهُ يَكُونُ المُلْتَجَا فِي يَوْمِ حَشْرِ
* تم تعديل البيت (زِحَامُ اللَيلِ مَعْقُوبٌ بِفَجْرِ) إلى ظلام الليل..
القصيدة جميلة سبكا وفصاحة ، هناك تكرار لذات المعاني في عدة أبيات، بعض الاستعارات،مثال:
وَلَكِنَّ المَنَافِعَ تَعْتَلِيهِ
حضرتك تتكلم عن صفاء النهر والإخاء ثم أدخلت المنافع التي لاتناسب صورة البيت الذي قبله والشطر الذي يليه، لو جئت بكلمة الخبث بدل منافع... مجرد اقتراح
أما زحام الليل... فمعنى الشطر غير موفق ولا يناسب الحال... بعدين أين هو زحام الليل؟ "في العقل أم في مكان أم في المشاعر؟ فنمعن في العذاب... أعمق لأنها أعم من ضرب السياط
القصيدة تستحق النشر بعد حذف بيتين أو ثلاثة.....
ربما للآخرين رأي يستفيد منه الجميع... تحياتي
ألف شكر أستاذ ليث وممتن لنقدكم وتصويبكم. بالنسبة للشطر (زحام الليل معقوب بفجر)، زحام الليل قصدت به الدنيا، والفجر قصدت به الموت. وهذا الشطر هو تأكيد للشطر الذي قبله (إلى الله المرد لنا جميعا).
أحسنت ووفقت أخي محمد في ركوب بحر الوافر وايصال معاني رائعة ونعوذ بالله من هجر الأحبة
استوقفني البيت التالي واتمنى معرفة معناه
أبَيتُمْ بَدْرَنَا، وَالبَدْرُ يُزْرِي بِنُورِ نُجُومِكُمْ وَبِكُلِّ دُرِّي
حياك الله أخي (لا أعلم) وسعيد بمروركم ومشاركة رأيكم.
معنى البيت: ( أبَيتُمْ بَدْرَنَا، وَالبَدْرُ يُزْرِي بِنُورِ نُجُومِكُمْ وَبِكُلِّ دُرِّي) : لم ترضوا بوجودي، لأن البدر ينقص من قدر النجوم والكواكب الدرية، أو نور النجوم والكواكب الدرية ليس نداً لنور البدر، منه قول الشاعر (سلامٌ نوره يُزري .. بضوء الشمس والبدر)
أستاذنا الفاضل ليث ماذا ترون في كلمة "زحام" في البيت (زِحَامُ اللَيلِ مَعْقُوبٌ بِفَجْرِ). وأي المفردات تقترحونها؟ خالص الامتنان لكم ولا استغني عن تصويبكم ونقدكم.
ظلام الليل...
دمُوس الليل
ألف شكر أستاذ ليث، هي ظلام إذن.
يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك للمشاركة في هذه المناقشة.