أين المروءة. الشاعرة الدكتورة فراق الحيالي

في قسم شِعر الأعضاء
  • Laith منذ 4 أيام

    كلّفتني الشاعرة فراق الحيالي بنشر قصيدتها لانشغالها بأمور الحياة.

    أقدّم لجمهور خبير العروض هذا اليوم قصيدة للطبيبة فراق الحيّالي وهي شاعرة عراقية عرفتها منذ سنوات عبر الشبكة ثمّ افترقنا وها هي تعود وقد نضج شعرها حين تزاوَجَ هاجسُها الإيقاعي برؤياها وموقفها من العلاقات البشرية والمجتمع والطبيعة.

    ليس من السهل معرفة شخصية الشاعر ونظرته للعالم، فعملية رصد مشاعره قبل وأثناء لحظة الإبداع وكتابة القصيدة عمليّة مرهقة للناقد وتتطلب إلمامًا واسعًا بعلومٍ شتّى.

    إن شعرها المليء بالأسى والتفجّع يعطيك صورة عن المأساة التي تحياها هذه الشاعرة، ولو تبعث لنا قصائد في أبواب أخرى لنستكشف الزوايا الأخرى في نظرتها لهذا العالم.

    تقديري العالي لشعريّة قصائدها (والتي ستنشرها تباعًا)، وإنّي أرى شعريّة  البيت الأخير هي الأعلى.

    ليث موسى حسين

     

     

    أينَ المُروءةُ؟ 

     

    نَادَيتُ عُمْرَاً والظلامُ يَلُفُّنِــــــــــــي

    فالبَعضُ ينهشُ في الحَشى ويُمَزِّقُ

    غَدْرُ الأقارِبِ كالعقارِبِ وقْعُــــــــــهُ

    أدْمى الفؤادَ ولِلأضالِعِ يَحْـــــــــرقُ

    أَنَا زَهرةُ الأوجاعِ جَفَّ ورِيقُهـــــــــا

    فالغُصنُ في رِيحِ المَضاضَةِ يُسْحَقُ

    حتّى متى والحُزنُ أثقلَ كاهِلِـــــــــي

    ودَمِي يسيلُ وأدمُعِي تترقـــــــــرَقُ

    لِأَصيحَ والحُزنُ الدَّفينُ يُذِيبُنِــــــي

    ولِمَ العذَابُ ومَنْ بِهِ أتَعَلَّــــــــــــــقُ

    كُلِّي ضَياعٌ والطَّريقُ عَواثِـــــــــــــــرٌ

    وكأنَّ ساقي بالثَّرى تتحَــــــــــــــرَّقُ

    ناديتُ كالظّمآنِ إذ عَزَّ النَّـــــــــــدى

    والحُزنُ مِنْ روحي لَظَىً يتَدَفَّـــــقُ

    كُلِّي تَرَنَّحَ في مَساراتِ الدُجـــــــى

    فيكادُ صبري مِنْ أسايَ سينطِـــــقُ

    أبحرتُ مِنْ غيرِ الشِّراعِ سَفِينَــــــةً

    لابُدَّ في حَلَكِ العَواصِفِ تغــــــــرقُ

    عُمْراً وما الأفراحُ تُسْـعِدُ هَاجِـــسي

    أبَداً وأدنى الأقرِباءِ يُفَــــــــــــــــرِّقُ

    غابَ السَّنا عنّي فصِرتُ بَصِيــــــــرةً

    وبِمُقلتي شمسُ الهَنا لاتشـــــــــرِقُ

    والآنَ ضَيَّعني المَدارُ وماارتــــــــوى

    صدري ولاغُصــــــــنُ الأماني يُورِقُ

    أُوذِيتُ في وطني كثيراً مِثلَمـــــــــا

    أوذيتُ بالقُربى فَكَم أَتَمَـــــــــــــزَّقُ

    دَعني وشأني وابتَعِدْ عَنّي فَـــــــــلَمْ

    تُسْعِفْ جِراحي أيُّها المُتَحَذْلِـــــــقُ

    أَوَما رأيتَ الدَمعَ أذبَلَ وجنَتِــــــــي

    ماكانَ أحرى أنْ بِدَمعيَ تُشفِـــــــقُ

    أَوَما رأيتَ الحُزنَ يشربُ مِنْ دمِي

    ورأيتَ صبري جِلدَهُ يتشقَّـــــــــــقُ

    لكنْ حبَسْتَ الطَّيرَ دونَ جَرِيـــــرَةٍ

    وسمَحتَ للغِربانِ حَولِيَ تنعَـــــــقُ

    ماكانَ أجدى أنْ تُجِيرَ أسِيـــــــــرةً

    وتُعينَها لمّا تَمادى الأحمَـــــــــــــقُ

    أينَ المُروءةُ والرّجولةُ كُلّمَــــــــــا احــــــــــــــــتجْتُ الحَمِيَّةَ لاحُسامٌ يبـــــــرُقُ  

        

    د. فراق الحيالي

  • محمَّــــــد الإبراهــــــــــيم منذ 4 أيام

    القصيدة متينة سبكاً متناً ووزناً ومعنىً، ُ

  • محمَّــــــد الإبراهــــــــــيم منذ 4 أيام

    القصيدة متينة سبكاً ومتناً ووزناً ومعنىً، ومن مواطن قوَّتها حرف الرَّويّ الّذي جاء مناسباً لغرص القصيدة، وهذا ممَّا يجهله كثير من الشّعراء اليوم.. رويّ القاف يوحي بعمق المعنى المراد من القصيدة وإيقاعه يساعد على تحقيق المأرب من القصيدة.. 

    نرجو أن نرى مثل هذه القصائد دائماً في هذا البرنامج. 

    تحيَّةٌ طيّبة وسلام. 

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك للمشاركة في هذه المناقشة.