جِئتُ الــحَياةَ مُــجَنَّداً إجــبارا = حَــربــاً سِــجــالاً خُــضتُها مُــختارا
بَينَ العَواطِفِ والمَشاعِرِ والهَوى = بَــينَ الــصَّوابِ وحِكمةٍ تَتَبارى
عَدَماً فَكُنتُ خُلِقتُ بَعدَ مَشِيئةٍ = صَــلــصالَ طِــينٍ لازِبٍ فَــخَّارا
نَــفـــــخَ الإِلَـــــــهُ تَــكَــــرُّماً مِــن رُوحِـــهِ = رَبَّـــاً عَــظِــيـــــمــاً قَـــــــــادِراً جَــبَّـــــارا
أَبَتِ الجِبالُ مَعَ السَّماءِ وأَرضِها = حَــمــلَ الأَمــانــةِ خَــشيةً كُــبَّارا
وَحَــمَلتُها ظُــلماً لِــنَفسِي جَــاهِلاً = عَــجِــلاً ضَــعِــيفاً يَــائِساً محتارا
دَهــراً تُــراباً ثُــمَّ صِـــــرتُ سُلالـــــةً = مَــــــاءً مَــهِــــــينــــاً نُــطــفــــةً أَطــــــوارا
دَبَّت حَياةٌ فِي عِظَامِي وارتَوى = قَــلبِي دَمــاً مِــن مُــخِّها سَــيَّارا
تِــسعاً مَكَثتُ بِرَحمِ أُمِّي عائِماً = وَهناً حُمِلتُ وَما رَغِبتُ غِدَارا
شَــقُّــوا ثَــلاثــاً أَخــرَجُونِي عُــنوةً = نَــحِــباً بَــكَــيتُ مَـــرارةً ونِــفَــارا
مَــا لِــي بِــدُنيا أَصــبَحَت مَلعُونةً = خَــــابَ الَّــذِي فِي حُبِّــــــها قَـــد مَـــارَ
لَــعِبٌ وَلَــهوٌ حُــلوةٌ مُــخـضَرَّةٌ = فَازَ الَّذِي زُهدَ الحَياةِ اختارا
صَغُرَت وَهانَت لا يُساوِي قَدرُها = حَشَرُ البَعُوضِ جَناحَهُ استِحقارا
رُحماكَ يا رَبُّ لَولاها لَضاقَ بِنا = وَسَعُ المَعِيشِ ضَناكةً أَكدارا
هِيَ رِحلةٌ سِتُّونَ عَاماً وَعثُها = تِسعُونَ إن طَالَت بِنا أَسفارا
كُن فِي الحَياةِ كَما الغَرِيبِ إذا أَتى = نَــحــوَ الــبِــلادِ وَلَـــم يَــجِــد دَيَّــارا
أَو سَــالِــكاً عَــبَــرَ الــسَّبِيلَ مُــؤَمِّلاً = تَــخــفِيفَ حِــمــلٍ يُــثــقِلُ الأوزارَ
وإذا رَغِبتَ عَظِيمَ أَجرٍ وافِرٍ = شُكرُ النَّعِيمِ وفِي البَلا صَبَّارا
عَونَ الإلهِ إذا رَجَوتَ بِكُربةٍ = فَــكُنِ الــمُعِينَ لِــمُسلِمٍ إيثارا
لا تَــغــضَــبَنَّ إذا أَرَدتَ سَــــلامــةً = كُــــفِــيَ الــحَــلِيمُ بِــرِفــقِهِ أَضـــرارا
وَاكبَح جِماحَكَ إن ذُنُوبُك أَغدَقَت = إِعــقِــل هَـــواكَ ولا تَــكُن عَــيَّارا
وَإِذا رُزِقــتَ ثَـــــلاثَـــــةً فَــكَأَنَّمــــــا = قَـــــد حُــزتَـــــها يَــا بَــاغِــياً إِكثــــارا
أَمنٌ بِسِربٍ مَع تَكامُلِ صِحَّةٍ = وَوُجُودُ قُوتٍ يُشبِعُ الأَوطارَ
وإذا غَنِمتَ العَيشِ دُونَ تَكَلُّفٍ = عُــسراً كُــفِيتَ رَوَاحــةً ويَسارا
إِنَّ الــقَناعةَ كَــنزٌ لا فَــنَاءَ لَهٌ = تَهدِي النُّفُوسَ صَفَاوةً ووَقارا
وَبَراءةُ الأَطفالِ صَانَت نَشأَتِي = حَــتَّى غَــدَوتُ مُــحارِباً مِــغوارا
دِفــئٌ حَــوانِي فِــي رَهــــا أَحضانِها = دِفـــئٌ يُــضــاهـِي حُــلَّــــةً ودِثـــــارا
عَــصرٌ حَــدِيثٌ قَــد تَــزايَدَ فِتنةً = بَــاتَ الــجِهادُ ضَــرُورةً أَقدارا
وَجِهادُ نَفسٍ دُونَ سَفكٍ لِلدِّماء = زَحفُ الجُيُوشِ بِصَمتِهِ يَتَوارى
بَانَ الحَلالُ كَمِثلِ بَدرٍ فِي دُجى = أَيَّـــامَ بِــيــضٍ يُــبــهِجُ الأَنــظارَ
بَــانَ الــحَرامُ كَــجِيفةٍ فَاحَت بِـــما = مَــــلأَ الــمَكـــانَ خَباثَةً أوضارا
وَإِذا اشــتَــبَهتَ فَـــلا تَــهاوُنَ إنُّــهُ = وَقَــعَ الــذي حَــولَ الــحِمى قَد سَارَ
يَــوماً سَــجِيناً فِــي ظَلامٍ دَامِسٍ = سِــجنِ الــهَوى أَتَــوَسَّلُ الأنوارَ
يَــومــاً أَسِــيــراً لــلهُمُومِ مُــقَيَّداً = أَعــمى البَصِيرة أرتَجِي الإبصارَ
يَــوماً هُــماماً كالسَّحابِ مُجَلجِلاً = فَــرَسِي زَمُــوعٌ لا تُــشَقُّ غُــبارا
الــعَقلُ غِــمدٌ والــحُسامُ رَشادُهُ = صَــلتٌ عَــضُوبٌ صَــارِماً بَتَّارا
طُوبَى لِمَن دَارُ السَّلامِ مَقَرُّهُ = جَــنَّاتِ عَــدنٍ تَــحتَها أَنــهارَا
يا َرَبِّ جَنِّب أُمَّتِي شَرَّاً بَدا = غَدرٌ اليَهُودِ وَسَطوةٍ لِنَصارى
ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ خِتَامُها = عَدَدَ النَّبَاتِ وطَلعُهُ أَزهارا
قصيدة جميلة، اكمل على هذا المنوال، لك مستقبل عظيم
كل الشكر والتقدير لك أخي العزيز
وحبي للشعر وهو أحد فوائده أيضا انه منفذ للافكار الحبيسة والمشاعر المكبوتة في نمط بسيط وسهل للقراءة وماتع في عرض القوافي
حياك الله أخي ، من الواضح قولك (وَحَــمَلتُها ظُــلماً لِــنَفسِي جَــاهِلاً = عَــجِــلاً ضَــعِــيفاً يَــائِساً) على حسب قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (72) سورة الأحزاب ، فإن كان كذلك فمبناك خطأ ، لأن تفسير الآية أن آدم عليه السلام من حمل الأمانة ، مع طيب التحيات
اشكرك على التنبيه اخي الكريم
يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك للمشاركة في هذه المناقشة.