كَـمْ ذَا تَعِيشُ مُؤَمِّلًا ... بَيْنَ التَّلَاقِي و الحَنِين
وَ يَغُرُّكَ الأَجَلُ البَعِيدُ ... و طُولُ هَاتِيـكَ السِّنِين
و تَشِيـدُ أَبْرَاجَ الأَمَانِ ... و تُعْلِي مَبْنَاهَـا المَكِين
و تُمَنِّــي نَفْسَكَ بِالبَقَاءِ ... و أَنْتَ لِلْمَوْتِ الرَّهِين
القَبْـرُ مَوْئِلُ كُلِّ حَــيٍّ ... فَاتَّعِظْ و خُذِ اليَقِيــن
قَدْ صَاغَنَا الخَـلَّاقُ مِنْ ... طِينٍ و مَرْجِعُنَا لِطِين
كَــمْ ذَا تُشَاهِدُ رَاحِلًا ... و تَظَلُّ فِي غَيٍّ مُبِين
اليــَوْمَ مَــاتَ مُحَمَّدٌ ... و غَدًا أَمِينَةُ أَو أَمِين
كُـلُّ ابْنِ آدَمَ مَيِّــتٌ ... اليَوْمَ أَو مِن بَعْدِ حِين
لَا يَنْجُو مِنْــهُ مُغَفَّلٌ ... كَلَّا و لَا يَنْجُو البَنِين
أو كُلُّ عَيٍّ أو مُفَوَّهَ ... أو عَجُولٍ أو رَزِين
و يَصِيرُ للقَبْرِ المُهَفْهَفُ ... و المُقَوَّرُ و البَدِين
و الضَّامِرُ القَشْوَان والـ ... ـمِبْطَان والضَّخْمُ الثَخِين
و سَيَحْصُدُ المَوْتُ الخَلِيَّ ... و يَأْخُذُ الآسِ الحَزِين
و سَيَجْنِي أرْوَاح الحِرَارِ ... و يَقْبِضُ العَانِي السَّجِين
و يَمُـوت مِنَّا الشَّيْخُ والـ ... غِرُّ المُرَاهِقُ و الجَنِين
و المُدنَفُ المُعْتَلُّ والـــ ... ــــمَجْنُون والجَلْدُ المَتين
و كَذا القَـوِيُّ الُمْستَطِيعُ ... و مَنْ تَوَهَّنَ و المَنِين
و الطَّيِّبُ الأعْرَاقِ والــ ... ــفَيَّاضُ والجَعْدُ الضَّنِين
و يَزُولُ سُلْطَـانٌ و يَفْنَى ... كُلُّ فِرْعَونٍ مَهِين
مَهْمَا تَجَبَّـرَ أو طَغَى ... أو غَارَ في حِصْنٍ حَصِين
كلٌّ سَيَقْضِـي نَحْبَهُ ... يَوْمًا و لن يَهْبُو الفَطِين
قد مات قَبْلَكَ خَيْرُ خَلْقِ ... الله خَيْرُ العَالَمِين
و قَضَى صَحَابَتُهُ الكِرَام ... و مَاتَ كُلُّ التَّابِعِين
و لَقَدْ تَوَفَّى اللَهُ قَبْلَـــ ... ــــهُمُ جَمِيعَ المُرْسَلِين
فاعْلَــمْ بِأنَّـكَ رَاحِلٌ ... مَهْمَا تَقَدَّمَتِ السِّنِين
لَوْ كَانَ حَيٌّ خَالِــدًا ... سَيَكُونُ هَادِيَنَا الأَمِين
جميل، ولكن هناك بعض الأخطاء العروضية ، اقتراحي أن تفحص القصيدة قبل نشرها في صفحة الكشف، القصيدة من مجزوء الكامل،
شكرا جزيلا على ردك وعلى هذا الموقع الجميل أستاذ .
بخصوص الأخطاء التي أشرتَ إليها فقد انتبهت لها أثناء تقطيعي للقصيدة بعد كتابتها ، وأغلبها جاءت كما في هذا البيت "وتمني نفسك بالبقاء " الخطأ هنا في حركة السكون من مد الفعل " تُمني" ، لكن قصدي عند كتابتها والتي لا أعتمد فيها على البحور في العادة بل الإيقاع الذي أحسه نوعا ما صحيحا كان "تُمنِّ" بدون مد ، فهل تصح هذه كضرورة شعرية ؟ أم يجب تغيير الفعل ؟
شكرًا على تفاعلك ونباهتك:
المسموح في الوزن الشعري عدة أمور منها:
صرف ما لا ينصرف ( ممكن تنوين الأسم الذي لا ينصرف)
إسكان حرف بدل تحريكه في وسط الكلمة أو تحريك الساكن
عدم الجزم للأفعال
ولكن هناك أخطاء في الوزن مثلًا:
الشطر : القَبْـرُ مَوْئِلُ كُلِّ حَــيٍّ ، وزنه مستفعلن متفاعلاتن والمفروض متفاعلن، لأن متفاعلاتن من وزن آخر لمجزوء الكامل، وبآمكانك تصحيح الشطر وذلك بأن تقف على كلمة الحي من دون تنوين. هناك أخطاء من هذا النوع.
انظر إلى تحليل أحد أبيات القصيدة:
و كَذا القَوِيُّ المُستَطِيعُ
وَ كَذَلْ قَوِيْيُلْ مُسْتَطِيْعُوْ
العروضُ الثالثةُ المجزوءةُ الصحيحةُ (مُـتَفاعِلُنْ)، ولكنها ماثلت بالتصريعِ الضربَ السادسَ المجزوءَ المرَفّلَ المُضْمرَ ثانيهِ (مُـسْتَفْعِلاتُنْ) بقبولٍ.
و مَنْ تَوَهَّنَ و المَنِين
وَ مَنْ تَوَهْ هَنَ وَلْ مَنِيْنْ
الضربُ مجزوءٌ مُذالٌ (مُـتَفاعِلانْ) وهو الضربُ السابعُ من هذا البحرِ، دخلَ وقصُ الثاني على الجزءِ الأولِ (مَفاعِلُنْ) بكرهٍ، ويلتبسُ بإحدى صورِ شاذِّ مخلّعِ البسيطِ: مفاعِلُنْ فعِلُنْ فَعُولْ.
أرجع فأقول : لو تنسخ القصيدة وتضعها في صفحة الكشف كي يحللها، وبكل هدوء اقرأ التحليل وستستفيد أكثر....تحياتي
شكرا جزيلا أستاذ على مجهودك القيم . سآخذ بملاحظاتك .
تحية طيبة آفاق , وللمدهش العجيب ليث
قد أذنت لنفسي بتعديل ما اختلف من وزن لهذه القصيدة الجميلة ليكتمل جمالها ويطيب جوهرها , وما ذلك إلا لإعجابي بالصور المتغيره فيها.
تقول آفاق "بتصرف":
كَـمْ ذَا تَعِيشُ مُؤَمِّلَاً بَيْنَ التَّلَاقِي و الحَنِينْ
وَ يَغُرُّكَ الأَجَلُ البَعِيدُ وَ لِطُولُ هَاتِيـكَ السِّنِينْ
و تَشِيـدُ أَبْرَاجَ الأَمَانِ وَ عَظِيمَ مَبْنَاهَـا المَكِينْ
وَ تَحُثُّ نَفْسَكَ بِالبَقَاءِ وَ أَنْتَ لِلْمَوْتِ الرَّهِينْ
القَبْـرُ مَوْئِلُ كُلِّ حَــيٍّ يَا جَاهِلاً فَخُذِ اليَقِيــنْ
قَدْ صَاغَنَا الخَـلَّاقُ مِنْ طِينٍ و مَرْجِعُنَا لِطِينْ
كَــمْ ذَا تُشَاهِدُ رَاحِلًا و تَظَلُّ فِي غَيٍّ مُبِينْ
اليــَوْمَ مَاتَ مُحَمَّدٌ و غَدًا أَمِينَةُ أَو أَمِينْ
كُـلُّ ابْنِ آدَمَ مَيِّــتٌ اليَوْمَ أَو مِن بَعْدِ حِينْ
لَا يَنْجُوَنَّ مُغَفَّلٌ كَلَّا و لَا يَنْجُو البَنِينْ
أو ذُو عَيَاءٍ أَو بَلِيغٍ أَو ذُو العجَالَةِ أو رَزِينْ
و يَصِيرُ لِلقَبْرِ الجَسِيمُ وَ ذُو الرَّشَاقَةِ وَ البَدِينْ
و الضَّامِرُ القَشْوَانُ وَالـ مِبْطَانُ وَالضَّخْمُ الثَخِينْ
و سَيَحْصُدُ المَوْتُ الخَلِيَّ وَ يَأْخُذُ الآسِ الحَزِينْ
و سَيَجْنِيَنْ رُوحَ الطَّلِيقِ وَ يَقْبِضُ العَانِي السَّجِينْ
و يَمُـوتُ مِنَّا الشَّيْخُ والـ غِرُّ المُرَاهِقُ و الجَنِينْ
و المُدنَفُ المُعْتَلُّ والـــ ـمَجْنُونُ وَالجَلْدُ المَتِينْ
و كَذا القَـوِيُّ الُمُسْتَطِيعُ وَ مَنْ تَوَهَّنَ وَ المَنِينْ
و الطَّيِّبُ الأعْرَاقِ والــ ــفَيَّاضُ والجَعْدُ الضَّنِينْ
و يَزُولُ سُلْطَـانٌ و يَفْنَى بَلْ كُلُّ فِرْعَونٍ مَهِينْ
مَهْمَا تَجَبَّـرَ أو طَغَى أو غَارَ في حِصْنٍ حَصِينْ
كلٌّ سَيَقْضِي نَحْبَهُ يَوْمًا و لن يَهْبُو الفَطِينْ
قَدْ ماتَ قَبْلَكَ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ خَيْرُ العَالَمِينْ
و قَضَى صَحَابَتُهُ الكِرَام و مَاتَ كُلُّ التَّابِعِينْ
و لَقَدْ تَوَفَّى اللَهُ قَبْلَـــ ــــهُمُ جَمِيعَ المُرْسَلِينْ
فاعْلَــمْ بِأَنَّـكَ رَاحِلٌ مَهْمَا تَقَدَّمَتِ السِّنِينْ
لَوْ كَانَ حَيٌّ خَالِدَاً سَيَكُونُ هَادِيَنَا الأَمِينْ
نعم، معاني القصبدة رائعة وسبكها جيد، فالشعر ليس ايقاعا فقط،
يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك للمشاركة في هذه المناقشة.