ما هو النثر الموقع؟

في قسم موضوعات عامة
  • أ
    أَمْبَنِيثَة منذ شهرين

    طاب نهاركم/ مسائكم

    ما هو النثر الموقع؟ وهل كتابته شيء 'خاطئ'؟ 

  • ا
    الشيباني منذ شهرين

    السلام عليكم

    النثر الموقّع هو نثر مع إيقاع أَيْ وَزن وقافِية، لا توجد فيه شاعرية تكفي بأن يصير شعرا

    يقول ابن رشيق في كتابه العمدة:

    في باب حد الشعر وبنيته:-

    الشعر يقوم بعد النية من أربعة أشياء وهي: اللفظ والوزن، والمعنى، والقافية، فهذا هو حد الشعر؛ ويوجد من الكلام موزون مقفى وليس بشعر لعدم القصد والنية مثل اشياء اتزنت من القرآن وخطب النبي

    انتهى.

    وإنما سمي الشاعر شاعراً؛ لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره، فإذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى ولا اختراعه، أو استظراف لفظ وابتداعه، أو زيادة قيما أجحف فيه غيره من المعاني، أو نقص مما أطاله سواه من الألفاظ، أو صرف معنى إلى وجه عن وجه آخر ؛ كان اسم الشاعر عليه مجازاً لا حقيقة، ولم يكن له إلا فضل الوزن، وليس بفضل عندي مع التقصير ..

    هذا والله أعلم

  • أ
    أَمْبَنِيثَة منذ شهرين

    يعني الان مسرحية شعرية او اوبرا تعتبر نثرا موقعا؟

  • ا
    الشيباني منذ شهرين

    كتبت سابقا أن الشعر يقوم بعد النية : باللفظ والوزن والقافية والمعنى.

    إذا حضر اللفط الخ... وغاب المعنى صار نثرًا موقعًا وقس على ذلك

    يوجد مثل يضربه الأستاذ ليث وهو: (يَا بَائِعَ التّفّاحِ) فهي موزونة مستفعلن مفعولن ولكن ليست شعرا وكذالك ألفية ابن مالك وغيرها،  قد يظن البعض أن الشعر مجرد وزن وقافية دون المعنى، ودائِما أكرر قول البحتري:

    فالشعر لمح تكفي إشارته

    وليس بالهذر طولت خطبه

  • Laith منذ شهرين

    السلام على الجميع
    لا زيادة على ما أبانه الشيباني فلقد كفى وأوفى...
    مثال هزْلِي من النثر الموقّع:
    يا أيها القاضي بقُمْ......إنا عزلناكَ فقُمْ

    مستفعلن مستفعلن....مستفعلن مفتعلن

     

  • Laith منذ شهرين

    يا بائعَ التفاحِ... منادى نكرة منصوب

  • ا
    الشيباني منذ شهرين

    نعم أخطأت سهوًا،   عدلتها 

    جزاك الله خيرا أستاذ

  • محمَّــــــد الإبراهــــــــــيم منذ شهرين

    الشّيباني.. 

    نحترم رأيك ولنا الحقّ في التّعقيب؛ ألفيّة ابن مالك شِعرٌ وللأراجيز تبويب مخصّص في الشّعر، الأراجيز ليست كأشعار الحكمة والرثاء والغزل وما إلى ذلك من أغراض الشِّعر العربيِّ بل لها حالة أخرى، نعم ينبغي للشِّعر أن يكون له غرض وأغراض الشِّعر معروفة.. 

    ألفيّة ابن مالك والأراجيز مثلها كمتن ابن آجرّوم وألفيّة السّيوطيّ ومقدّمة ابن الجزريّ وغيرها الكثير… 

    الأبيات في هذه الأراجيز محمّلة بمعانٍ كبيرة أكثر ممّا تبدو عليه؛ فكلّ بيت يبدو كقاعدة واحدة وما إن تتعمّق في شرحه تجده خبّأ قواعد وتفصيلات كثيرة، وهذا الأمر لا يقدر عليه أيّ واحد، فالنثر الموقّع أيّ واحد يقدر على إنشائه، أمّا الأراجيز والمتون فلا يقدر عليها إلّا متبحِّر متمكِّن في العلوم، ولعلّ من يقلّل من شأنها  لأنّه لم يدرسها أو يطالعها ويسمع شرحها لو طالعها لتراجع عن رأيه، فلا يمكن لعاقل وعى شرحها أو درسها أن يقول بدونيّتها وأنّها ليست من الشّعر.

    نظم الأراجيز له الدّور الأكبر في حفظ العلوم من التّشتّت والإدخال؛ هناك إجازات بالسّند المتّصل لأصحابها بهذه الأراجيز وهذا ممّا اختصّت به الأمّة عن غيرها... وهذا ممّا عمل على حفظ العلوم. 

    وقاعدة تقول: حفظ النّثر أيسر لكنّه أمضى وحفظ النّظم أعسر لكنّه أبقى.. أي أنّ حفظ النّثر يُنسى بسرعة أمّا حفظ بيت فهو أثبت وقليل نسيانه. 

    وسأضربُ مثلاً:

     

    يقول ابن مالك رحمه اللّٰه تعالى: 

    في مواضع كسر همزة إنَّ

    فاكسر فِي الابتدا وَفي بَدء صلة………  "وحيث" إنَّ ليمين مكملة. 

    من ينظر للبيت يستخرج منه ثلاثة مواضع للكسر لكن تعمّق في بناء البيت ستستخرج موضعاً رابعاً.

    1 الكسر في بدء الكلام.       

      2 الكسر في أوَل جملة الصِّلة. 

    3 الكسر في أوّل اليمين. 

    الرّابعة والَّتي يخطئ كثيرٌ بها هي في الجملة المضاف إليها، مثل:  بعد حيث إذ الكسر واجب، الشَّاهد  أنّه لم يوردها كسردٍ وعدد للحالات بل هي مخبّأة في سطور البيت، وهذا من براعته.  

    والبيت الأوّل من ألفيّته كذلك:

    كلامنا لفظ مفيد كاستقم    واسم وفعل ثمَّ حرفٌ الكلم

    سأترك لك رابطاً لشرحه — شرح هذا البيت يحتاج أكثر من صفحة — وستعرف وقتها أنّ كلّ  كلمة وأحياناً كلّ حرفٍ فيها له غرض ومعنى. 

    هذا الرابط إلى الدّرس👇

     

  • ا
    الشيباني منذ شهرين

    كلام يحترم من (محمد الأبراهيم) 

     

    التفريق بين الشعر والنظم يعود إلى الذوق الأدبي، وتكتسب هذا الذوق من كثرة المطالعة للشعر الجيد، فما نظمه الفقهاء والنحاة، ومنه الشعر التعليمي، كل ذلك "نظم" لا "شعر" عند الذين يفرقون بين المصطلحين

     

     ومن النظم:-

    طويل مديد والبسيط  وواافر           

     وكامل أهزاج الأراجيز أرملا

    سريع انسراح و الخفيف مضارع  

         ومقتضب المجتث قرّب لتفضلا

     

    لذالك الناظم إمكانياته الشعرية لا تتجاوز وزن الكلام المقفي، فهو يأخذ الكلام العادي وينظمه على وزن وقافية 

     

    مثلا :فتحت كتاب النحو وجدت تعريف الكلام وهو  اللفظ المفيد  يحسُن السكوت عليه ويتألف منه الاسم والفعل والحرف، هل هذا نص شعري؟  

    فهو ذاته ما قاله ابن مالك في  منظومته  :

    كلامنا لفظ مفيد كاستقم 

    واسم وفعل ثم حرف الكلم

     

    كأنه نثر ولكن الفرق أنه بإيقاع ليساعد في ثبوت المعلومة في الذهن فهو (نثر موقع)

     

    مسألة أنه لا يستطيع أي احد كتابة المنظومات العلمية لا يدل أنه شعر أبدا مثلما أن النثر الموقع لا يقدر عليه أي احد.

     

    والنثر الموقع ليس محصورًا على الأراجيز فيوجد الكثير من غيره مثل البيت هذا من البحر الوافر:

    كأننا والماء من حولنا

    قوم جلوس حولهم ماء

     

    ولكنه  في الاراجيز اكثر من غيره لان العرب قديما كانت ترتجل ببحر الرجز لانه سهل، حتى سمي حمار الشعراء وانا لا أقلل من شأن المنظومات العلمية ولها فضل كبير جدا في الحفظ ولكن أقول أنها ليست شعرا وهذا المشهور عند نقاد الشعر .

     

    فمن الشعر قول المتنبي :

    اذا رأيت نيوب الليث بارزة 

    فلا تظنن ان الليث يبتسم

     

    أتى بمعنى لم يذكر في البيت ولكنه موجود في العقل(معنى هذا البيت معروف لا يحتاج شرحًا) .

  • محمَّــــــد الإبراهــــــــــيم منذ شهر

    ليس كلّ أشعار العرب استخدم فيها المواراة، المواراة أسلوب من أساليب التّعبير في الشِّعر وهي ليست كثيرة، فلو حصرنا الشّعريّة بالمواراة أخرجنا معظم أشعار العرب من الشِّعر، محال!  جلّ أشعار العرب واضحة ولا تحتاج إلى شرح ولا تعليق، هل إذا كانت كذلك نقول هذا أمر بيِّنٌ وليس بشعر؟ 

    مثال: قول امرئ القيس من بحر الرّجز: 

    تَاللَهِ لا يَذهَبُ شَيخي باطِلا

    حَتّى أُبيرَ مالِكاً وَكاهِلا

    القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا

    خَيرَ مَعَدٍّ حَسَباً وَنائِلا

     

    وقول حاتم الشِّهير:

    أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ

    وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ

    عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ

    إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ

     

     

     

     

    إذا أخرجنا هذه من الشِّعر حسب ما تقول نحدث في اللّغة أمراً عظيماً، هذه الأبيات مجرّد سرد ودون مواراة ولا تصوير فهل هذه نسمّيها نثراً موقَّعاً كما تصفه؟

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك للمشاركة في هذه المناقشة.