هل حفظ الشعر مثل المعلقات و الدواوين مثل ديوان المتنبي او النابغة وغيره ، ينمي الملكة اللغوية والشعر عامة ؟ او انه مجرد تكلف زائد عن اللزوم؟
وعليكم السلام
من المؤكد أن حفظ أو قراءة الأشعار بتفكر، يؤديان إلى إثراء معاني المفردات وتكوين أنساق عصبوية لغوية ثرية في عددها (النيورونات) وثبات نظام تحركها بين أجزاء الدماغ.
لعلي أشارك تجربتي الشخصية والتي أعتقد أنها تناسب أي شخص مبتدئ ومهتم بقراءة الشعر:
- حفظ ديوان الإمام الشافعي: ديوان الإمام الشافعي خيار مقبول ويناسب المبتدئين وهو سهل الحفظ (تعقيب: ذكر الأستاذ يراع في تعليقه أن كثير من الأبيات في ديوان الإمام الشافعي نسبت إليه وأنها ليست له، وهذا الأمر صحيح ولا يمكن مقارنة هذا الديوان بدواوين الشعراء الفحول، ولكن مع ذلك يظل الديوان مناسباً للمبتدئين)
- المعلقات: إذا كنت مبتدئ فنصيحتي - من تجربتي الشخصية - أن تتجنب جميع المعلقات في بداية مشوارك باستثناء معلقة عمرو بن كلثوم. معلقته جميلة وسهلة الحفظ، والشعر الجاهلي عموماً مكثف جدا ويصعب إدراكه وفهمه على المتأخرين إلا بعد بذل مجهود لفهمه وقراءة الشروحات.
- ديوان علي بن أبي طالب.
- تعود على السماع والقراءة الجهرية لكي تستمتع بالموسيقى وينطبع الوزن في ذهنك.
كن ذا ثقة أنّه إن لم يكن أكثر شيء مفيد _ خلا القرآن؛ فإنّه في الدّرجة الأولى _ فإنّه من أكثرها إفادة حفظ الشّعر القديم وشرحه، وذلك لعدّة أمور يجب أن تكون موجودة عند كلّ من يطلب العربيّة، ومن هذه الأمور:
1ـ أن يكون لدى المرء ذخيرة كبيرة من المفردات ومعانيها، وهذا من علم اللّغة المعجميّة في مصطلحات اللّغة، والّتي لا بدّ للمتعلّم أن يكون ملمّاً بقدر كبير منها.
2- بتعلّم شعر القدامى تصبح لدى الفرد صورة عامّة عن طرق وأساليب صياغة الشّعر وإن لم يتمكَّن من الصّياغة بنفس الأسلوب، فهذا يقوّم أسلوب النّظم لدى الفرد تدريجياً.
3- لا بدّ أن يكون الفرد على درجة من الإلمام بعلوم العربيّة خصوصاً النّحو والبلاغة، فهما أساس فهم النّصوص؛ فلا يمكن أن تفهم الكلمة دون معرفة موقعها الإعرابيّ في كثير من المواطن، وكذلك لا تستطيع فهم الغرض من النّص ما لم تكن تدري الصّور البيانيّة الّتي بُني عليها النّصّ( قد تفهم من النّصّ أمراً غير المقصود إذا لم تكن تعرف الصّور المستخدمة فيه)
4- بالتّأكيد ستواجه صعوبات جمّة في فهم النّصوص بسبب الكلمات الغريبة فيها لكن ستتغلّب على هذا بكثرة الحفظ.
ذكر الأخ الأرحبيّ شعر الشّافعيّ رحمه اللّٰه،لكن أقول لك لا يوجد ديوان شعر جمعه الشّافعيّ، وإنّما جمعه من أتوا بعده ونُسب الكثير من الأبيات إليه وهي ليست له أساساً، يوجد بعض من هذه النّسخ موضّح فيها ما هو مثبت له، وما هو منسوب إليه ودرجة قوّة النّسبة إليه، ومن ذلك ما جمعه الدّكتور في مجاهد مصطفى بهحت الأستاذ بحامعة بغداد والجامعة الإسلاميّة بماليزيا، النسخة متوفّرة على الشّابكة.
جزاكم الله خيرا
أنا أتفق مع الشاعر محمد الأرحبي في مسألة واختلف معه في أخرى، نصيحته للمبتدئ صحيحة،فالإنغماس في دراسة الشعر القديم سيثبّط عزيمته لصعوبة المفردات وتراكيب الجمل، يتدرج المبتدئ في النظم انطلاقا مما اعتاد عليه ووعاه،والمسألة التي اختلف فيها معه، وهي إيمانه العالي بأن مشاهير أهل الفقه والخليفة الرابع رضي الله عنه نظموا شعرا عظيما، وهؤلاء الرجال وأمثالهم بعيدون عن الشعر حيث كان يزري بصاحبه ولا يرفعه. كما إن التدليس والتلبيس في نسبة هذه الأبيات واضحة. كيف؟ يعلم كل من درس مفردات اللغة العربية وانزلاقها بدخول الأعاجم، يعلم عدم انتماء هذه المفردات البسيطة لعصر الخليفة الرابع مثلا أو عصر الشافعي، حيث كانت المفردات أرفع....
يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك للمشاركة في هذه المناقشة.