ما الفرق بين الشعر والنثر الموقّع؟
لا أعلم. لكن الشعر يجب فيه وحدة الوزن والقافية، فالوزن يكون مطابق لأحد البحور الشعرية في كامل القصيدة (لا يجوز التنقل بين البحور في القصيدة الواحدة)، والقافية ربما أهم ما فيها وحدة حرف الروي في كامل القصيدة، ووحدة حركته وحركة ما قبله وبعده. هناك عيوب للقافية تغفر للمتأخرين - أو المولدين - وهم من ولد بعد القرن الثاني الهجري.
فاعتقد أن أي نص يخالف ما ذكرته بالأعلى لا يسمى شعر، ربما نثر أو ربما شي آخر مثل تفضلت وذكرت "النثر الموقع".
ممكن الأساتذة بالموقع يفيدوك أكثر.
شكرا لك ، بالمناسبة سبب سؤالي هو أنّي رأيت من يقول انّ (الفية ابن مالك) نثر موقّع ولم أفهم قصده
جميلة هذه المداخلة، ويقود التساؤل إلى علوم معرفية أخرى، جيد لو بحثنا في المعجم عن كلمة موقَّع لوجدنا علاقة الكلمة وهي اسم مفعول بالاسم إيقاع، إذن ما علاقة الإيقاع بالنثر أو باللغة العربية عموما،؟ وقبل ذلك ما هو الإيقاع؟ هناك أكثر من ثمانين تعريفا للإيقاع في العالم (المصدر: الإيقاع الشعري والإيقاع الموسيقي للمرحوم محمد العياشي) ،وإحدى تعريفاته في اللغة العربية هو حركة لها زمن محدد ونظام، يسمى الزمن المحدد بزمن الدورة الإيقاعية ومن صفاتها التكرار، مثال إيقاع دوران الأرض حول الشمس الذي يتكرر دوما وثابت زمنيا(365 يوما وربع) ولكن هذا الإيقاع مؤلف من عنصر واحد، وكيف إذا كانت الدورة الإيقاعية من عنصرين حركيين أو أكثر مثل صوت عجلات القطار أو أي حركة مؤلفة من عناصر مختلفة الأزمان ولكن بنسب ثابتة ومجموع أزمانهم ثابت أيضا وهو ذاته زمن الدورة الإيقاعية، ولمعرفة ذلك، أرجو مشاهدة لقائي مع الجزيرة مباشر قبل شهر في الصفحة الرئيسية للبرنامج، إذن عرفنا ماهية الإيقاع، ولكن ما علاقته باللغة العربية، تتكون اللغة العربية من كلمات، والكلمات من حروف، والحروف نوعان، إما متحرك أو ساكن، وإن زمن لفظ الحرف المتحرك يساوي زمن اللفظ الساكن ومن مجموعهما بنظام تتشكل الدورة الإيقاعية، وما هذا النظام؟ النظام هو ترتيب توالي الحروف المتحركة والساكنة، فوزن فعولن نوع من الإيقاع المؤلف من خمسة أزمنة ومتفاعلن سباعي ومؤلف من سبعة أزمنة وهي نفس عدد الحروف الملفوظة، ولا توجد لغة في العالم لها هذه الصفة الإيقاعية لحروفها، واضح؟ إذن النثر الموقع هو الجملة التي يمكن تقسيمها إلى مجموعات متساوية من توالي الحروف المتحركة والساكنة،فمثلا النثر الذي بجيء على وزن متفاعلن متفاعلن، نثر موقع، أو عندما تقول : يا بائعَ التفّاحِ نثر موقع لأنه على وزن مستفعلن مفعولن. والنثر الموقع لا يحمل صفات الشعر الأخرى في القافية والروي وتماثل الأشطر. الموضوع كبير وتطوير برنامج خبير العروض القادم والاحتمال الكبير أن يتم تمويله من جامعة الشارقة هو عزف الموسيقا الملائمة للنص الشعري تلقائيا... وسيكون ثورة في عالم اللسانيات بربط الكلام بالموسيقا مباشرة.
وهذه هي دراستي منذ عشرة أعوام المعتمدة على العلامة الفارابي ومحمد العياشي ووصلت لنتائج مبهرة.
أما نعت ألفية ابن مالك بالنثر الموقّع (ربما أنا من نعته) فهناك سببان، أولا لأنه كلام عادي ولا يملك أية صور شعرية،وقد يكون بعض الكلام موزون ولكنه ليس بشعر والدليل بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي جاءت على وزن أحد البحور ولم يقصدها أبدا، وثانيا تجاوز ابن مالك للسماحات المعقولة من الزحاف الحسن إلى الزحافات المكروهة أو الشاذة فيخرج نظمه عن قواعد الشعر رغم أنه يلتزم بالقافية وبالروي.
نتفق أنَّ اللغة العربية لغة ايقاع وموسيقى بساكن او متحرك فان كانت بترتيب معين ينتج بحر من البحور الشعرية
هل النثر الموقع ذاته البند؟
جاء في «عصر القرآن للدكتور محمد مهدي البصير - ص ١٧ الحاشية ما نصه، وقد قلد ابن معتوق الموسوي احد شعراء العراق في القرن الحادي عشر للهجرة هذه الآية بنوع من الكلام سماه بندا .. اما الآية المعنية هنا فهي ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) وليست هذه الآية وحدها مما ينظر به الى البند
فهناك آية اخرى هي( اني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم)
وفي النصوص الادبية ما يدل على ان البند اقدم تاريخا مما يراه الدكتور ، اذا كان الحريري وهو من رجال القرن الخامس - ٥١٦هـ قد نظم شيئا من فصيلة البند ومن ذلك قوله « ايا من يدعى الفهم الى كم تألف الوهم تعنى الذنب والذم وتخطى الخطأ الجم لك العيب اما انذرك الشيب وما في نصحه ريب ولا سمعك قد صم ... فمثل هذا الكلام اذا قرىء على وجه الاسترسال كان بندا كأي بندآخر .
وهناك نص يشير الى منشأ البند والعوامل الداعية إلى نظمه يمكن الاعتماد عليه في الحكم على البند بأنه تعرض للتهذيب بعد ان كان اشبه بالتخليط والثرثرة فلقد روى الحصري القيرواني في جمع الجواهر في الملح والنوادر ( قصيدة مزدوجة لابي العبر کتابه كلها هزل من غير تقويم ولا اعراب منها قوله : ایا احمد الرقيع ، ومن اكلك الرجيع ، اتنسى متى كان ، نصيرك قهرمان ، فيأتيك بالسويق ، من السوق والدقيق ، فصرت الآن في الدار ، على رتبة البزار ، اما تعلم يا فار ، بأن الله يختار ، ويعطي غيرك الملك ، عزيزا يركب الفلك)
ثم قال الحصري وفيها ما لا يذكر من حماقات و اختلال و برد و انحلال و کلام مرذول غث مهزول فقد يكون مثل ذلك قد لفت انظار شعراء جاؤا من بعده ، فوجدوا ان كلام ابي العبر يصححه التهذيب وتنقحه المراجعة والتأديب ، ولعل الهزج الظاهر في الفقرات الاخيرة ، هو الذي اقاموا عليه كيان البند واشاعوا النظم فيه
عندما يحاول المتعلمون التوسل لنظم الشعر العربي القديم، قد يعمدوا لاستنباط أشكال جديدة من النظم بعد أن يعجزوا، ومنها البند،وقصيدة النثر وهي أشكال جديدة، لا علاقة لها مع شعر العرب القديم.
ويعلم دارسوا العروض أن بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة والكلام العادي(وقد أبنت ذلك من قبل) قدتتفق مع أوزان أحد البحور، فلماذا نناقش هذه الظاهرة اللغوية من جديد.
على الشاعر أن لا يدوخ نفسه بهذه الترّهات بل ينهل من المصدر. وأعتقد إن إحدى وسائل الحداثة السائلة هي تمييع مرجعياتنا الثقافية و تشتيت انتباه المبتدئ في نظم الشعر العربي.سياسة البرنامج هي إثراء لغة الشعراء في الفصاحة والبلاغة ونشر العروض الخليلي لا أن نتدارس هنا المسائل الثانوية....،وأرجو أن تكون فلسفتنا من البرنامج قد وضحت.... تحياتي
صحَّ لسانك استاذي ليث ، مجرد زيادات لتقمع جمال الشعر العربي
يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك للمشاركة في هذه المناقشة.